كيف أتواصل مع طفلي الرضيع

الكاتبة/ رغدة رمضان العكش

ما مفهوم التواصل؟ حتى ندرك كيفية التواصل مع أطفالنا يجب علينا أولا أن نفهم: ما التواصل؟

يعرف التواصل بأنه شكل من أشكال الرسائل والإشارات التي تصدر من شخص ليفسرها الشخص المقابل له، وهي عبارة عن النطق بكلمات أو مجرد أصوات أو أي نوع من الحركات الجسدية، والأطفال في عامهم الأول لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بالكلام، فيحاولون التواصل مع المحيطين بهم من خلال البكاء وتعابير الوجه المختلفة وحركات الجسم.

ما أهمية التواصل مع الأطفال الرضع؟

قد يرى البعض من الغريب التحدث أو القراءة أو الغناء للأطفال، فالفكرة التي بداخلنا بأنهم لا يستطيعون فهم ما يقال أو نفعل، فهذا التفكير خاطئ، فالتواصل يعد جزء مهم بحياة الأطفال إذ يساعد على تطورهم، فقضاء الوالدان الوقت مع أطفالهم حديثي الولادة من خلال التحدث أو الغناء أو القراءة، يتعلم الأطفال اللغة المستخدمة فيعتادوا عليها، وسيلاحظ الأبوان بأنهم بدأوا بتقليدهم ويربطون صوت الكلمة مع ما تمثله، ويعطيهم شعورًا بالتواصل والأمان معهم.

كيف تتواصل مع طفلك الرضيع؟

الأطفال نعمة وهبة من الخالق وليس هناك أجمل من ابتسامة طفل رضيع حديث الولادة، فحينما تمعن النظر إليه تقول لنفسك إنها البراءة حقًّا، وقد يجهل بعض الآباء والأمهات وخصوصًا حديثي الزواج بكيفية التواصل مع أطفالهم، لأنه تنقصهم الخبرة ولأنه يعتبر بمثابة أول تفاعل لهم مع عالم الأطفال، لذلك يجدون صعوبة بالتعامل مع أطفالهم وبالذات الطفل الأول، فأي تصرف من الطفل سيكون بمثابة أمر غريب عليهم، والطفل الأول يكون له معاملة خاصة لأنه أول تجربة بالنسبة لهم.

هنا تحدثت الكاتبة (جاكي سولبيرج) عن الأطفال الرضع وعن مراحل أعمارهم ونموهم وتطورهم. وما لا يعرفه الكثير بأن الأطفال حديثي الولادة والرضع يتمتعون بذكاء مذهل، وكلما قضى الأبوان مزيدًا من الوقت معهم كلما زاد حجم معرفتهم وفهمهم لهم. وبأن الطفل إذا تمكن من تكوين علاقات مع الكبار في محيط عائلته تتسم بالحب، ويتم تشجيعهم على اكتشاف البيئة المحيطة بهم، فسيكون لديهم قابلية للتعلم طيلة حياتهم.

وهناك عدة وسائل يمكن طرحها لمساعدة الآباء والأمهات على التواصل مع أطفالهم:

1 ـ اللعب

يُعد اللعب مع الأطفال تجربة ممتعة جدًّا، فحينما تشارك طفلك اللعب وتتفاعل معه سيعبر عما بداخله بالابتسام ويقهقه ويتمتم، وتصبح عيناه مفتوحة ومليئة بالاهتمام بما يدور حوله، وسيلاحظ الأبوان أن طفلهما يفضل ألعابًا معينة أكثر من غيرها، هنا اترك طفلك على راحته وأكثر من النوعية التي يحبها، لأن ذلك يساعد على التكرار ويسهم بنمو وتطور مهاراته.

وإذا انتبهت بأن طفلك لم يعد يرغب باللعب والتفاعل معك، سيفتعل حركات مثل أن يغلق عينيه، ويحاول الابتعاد عنك، وينتابه التوتر، ويثني ظهره، ويتجنب النظر إليك، ويشعر بالضيق ومن ثم البكاء، كلها من العلامات التي تدل على أن طفلك لم يعد متقبلًا اللعب، وقد أخذ كفايته.

2 ـ تحدث إليه

حفّز طفلك دومًا بإظهار حبك له وعطفك عليه باحتضانه وتقبيله ومعانقته، وتحدث إليه بحب وبصوت معبر، استخدم بصوتك الكلمات التي تصف ما يراه طفلك أمامه وما يشعر به. اجعل طفلك يقلد نبرات صوتك ويقلد تعابير وجهك وأنت تتحدث معه على أي شيء، وتكلم معه بكل الأوقات، واجعله يردد بعض الكلمات من وراءك، فمنذ الولادة، وبمجرد استماعه لحديثك، يقوم الطفل بتخزين كم هائل من الكلمات بعقله الباطن. اشترِ له ألعابًا تصدر أصواتًا، فستراه يستمع ويصفق ويلوح لك، فذلك يساعد بتواصله معك وينمي قدراته اللغوية.

3ـ التحفيز البصري

يحب الأطفال التواصل البصري بكل ما يدور حولهم، فساعد طفلك بذلك لأنه يحسن ويشبع فضولهم، ويزيد من انتباههم وتركيزهم، مثل أن تلقي عليه الكرة، سينتبه لها وهي تتدحرج وسيلاحقها ويزحف أو يجري وراءها وذلك يساعد على مرونة عضلاته.

أحضر له كتابًا يحتوي على صور كبيرة وألوان ملفتة، وأعرضه عليه وقلب الصفحات أمامه وحاول أن تعلق على الصور ليردد من ورائك، فالأطفال يحبذون الصور التي تحتوي على متناقضات واضحة.

ساعد طفلك على اكتشاف ولمس الأسطح ومختلف المواد من حوله، واجعله يتابع الأشياء المتحركة بعينيه، ستراه مستمتعًا وهو يلامسها. ويعد الخروج مع طفلك بنزهة من الطرق الرائعة على المستوى البصري، اجعله ينظر للسماء ويراقب الطيور، والطائرات، ويراقب الأشخاص والمارة بتحركاتهم.

4 ـ الطعام والنوم

الحليب للأطفال الرضع هو المصدر الغذائي الوحيد تقريبًا، إن كانت رضاعة طبيعية أو شرب اللبن الصناعي، استخدم إشارة حلول وقت الرضاعة، بوضع طفلك بين ذراعيك ومسك يده برفق وضمها، وأنت تقول وتردد كلمة لبن، واسأله عما إذا كان يريد اللبن، فهذه الحركة تمثل أولى تجارب طفلك بفهم لغة الجسد من خلال لمس يدك. وخلال نطقك لكلمة لبن، تكون قد أحضرت اللبن أمامه حتى يتعلم الاسم الذي يطلق على طعامه المفضل.

وفي أوقات النوم والقيلولة، حاول أن تغني لطفلك أغنية هادئة، أو التحدث إليه بهدوء والابتعاد عن أي أصوات صاخبة، وتجنب أي تجارب قبل النوم تحفزه وتزيد من نشاطه بصورة مفرطة، فذلك كله يساعد على نوم هادئ ومريح لطفلك.

المصدر: اضغط هنا

حول محمد عمر الزنبعي

مؤسس ينابيع تربوية والمشرف العام

اترك تعليقاً