فكرة ومفهوم 💬
العبادةُ هي كلُّ ما يحبهُ اللهُ ويرضاهُ منَ الأقوالِ والأفعالِ الظاهرةِ والباطنةِ، فذكرُ اللهِ والكلمةُ الطيبةُ وشكرُ الآخرينَ عباداتٌ قوليةٌ، والصلاةُ والصدقةُ والصيامُ عباداتٌ فعليةٌ، وحسنُ الظنِّ بالناسِ وحبُّ المسلمينَ عبادةٌ باطنةٌ، وأداءُ الصلاةِ عبادةٌ ظاهرةٌ، وكلُّ شيءٍ يرضاهُ اللهُ هوَ عبادةٌ يُؤْجَرُ عليها المسلمُ.
إضاءات تربوية 💡
▪️ الطفلُ ابنُ بيئتهِ، وحينَ يتربى الطفلُ على العبادةِ منذُ الصغرِ، فإنهُ يكبرُ وهوَ يألفُها، وحينَ تُفَرِّطُ الأسرةُ في تربيتِه عليها لا يكونُ لها مكاناً في نفسِه عندَ الكبرِ
▪️ القدوةُ مهمةِ في التربيةِ، إلا أنها تتأكدُ في موضوعِ العبادةِ معَ الطفلِ، فالطفلُ يتعرفُ على العبادةِ منْ خلالِ المشاهدةِ في بيئتِه أولاً، ثمَّ يتعلمُها بعدَ ذلكَ
▪️ يبدأُ الإيمانُ قولاً ثمَّ عملاً، والعبادةُ هيَ التطبيقُ الفعليُّ للإيمانِ، ولذا قُرِنَتِ العبادةُ بالإيمانِ دائماً (الذينَ آمنوا وعملوا الصالحاتِ)
▪️ تربيةُ الطفلِ على العبادةِ هيَ التي تُحَوِّلُ الإيمانَ منْ فكرةٍ واعتقادٍ في القلبِ إلى عملٍ وسلوكٍ في الواقعِ، ولا إيمانَ صادقاً إلا بالعبادةِ
أدوار تربوية 👤
🔹 شجعْ طفلكَ أنْ يحفظَ تعريفَ العبادةِ أولاً، فهوَ أدعى لاستيعابِ مفهومِ العبادةِ بشكلها الواسعِ (أقوالٌ وأفعالٌ – ظاهرةٌ وباطنةٌ)
🔹 منَ المهمِ توسيعُ مداركِ طفلِكَ ليعرفَ أنَّ مفهومَ العبادةِ أكبرُ مما يحصُره البعضُ في الصلاةِ أو الزكاةِ أو الصيامِ مثلاً
🔹 حدثْ أبناءَكَ عنْ صورٍ وأشكالٍ منَ العبادةِ لم يعتادوا عليها، قولُ “شكراً” للآخرينَ والتعاطفُ معهم عبادةٌ يُؤجَرُ عليها المسلمُ
🔹 نبهْ طفلكَ وذكرهُ – خلالَ الأسبوعِ القادمِ مثلاً – إلى أنَّ كلَّ عملٍ أو قولٍ إيجابيٍّ يقومُ بهِ هوَ عبادةٌ للهِ إذا قصدَ بها وجهَ اللهِ تعالى
🔹 مساعدةُ الطفلِ لأمهِ في رفعِ أطباقِ الطعامِ – مثلاً – بعدَ الانتهاءِ منْ تناولِ الطعامِ أو تنظيفِ المنزلِ هو عبادةٌ تدخلُ في برِّ الوالدينِ
🔹 عطفُ الطفلِ على أخيهِ الأصغرِ، أو احترامُه لأخيهِ الأكبرِ، أو احترامُ منهم أكبرَ منهُ سناً، أو توقيرُ كبارٍ السنِّ كلُّها عباداتٌ تدخلُ في حسنِ الخلقِ
🔹 الابتسامةُ في وجوهِ الناسِ، رفعُ الأذى منَ الطريقِ، عدمُ الإسرافِ في الماءِ، شراءُ حاجياتِ المنزلِ، كلها أشكالٌ للعبادةِ التي يرضاها اللهُ
🔹 احرصْ – ما استطعتَ – أنُ يشاركَك أطفالُك كلَّ العباداتِ التي تقومُ بها: كالوضوءِ، الصلاةِ، قراءةِ القرآنِ، الذكرِ، الصيامِ، الصدقةِ
افعل ولا تفعل ☑️
✅ حدثْ طفلَك في المنزلِ عنْ أشكالِ العبادةِ التي يمكنُه ممارستُها في المنزلِ: كبرِّ الوالدينِ، والكلمةِ الطيبةِ، ومساعدةِ الأمِّ، وغيرِ ذلكَ.
❎ لا تقلْ في وقتِ الغضبِ ما يخالفُ شرعَ اللهِ، ذلك أنَّ الطفلَ لن يُميزَ كثيراً بينَ ما يُرضي اللهَ ويسخطُه، فيختلُّ لديه مفهومُ العبادةِ معَ الوقتِ.
✅ اربطْ مشاعرَك وتصرفاتِك معَ أسرتِك بالعبادةِ، فالعملُ منْ أجلِهم، وحبُّهم، وتربيتُهم، والحرصُ عليهم، كلُّها عباداتٌ، وأنك تفعلُها منْ أجلِ مرضاةِ اللهِ.
❎ لا تكثرْ منْ قولِ “عيبٍ” بلْ استبدلها بـ “حرامٍ” أو “هذا لا يحبُّه اللهُ”، ولا تربطِ الأخلاقَ والقيمَ بالأخلاقِ الاجتماعيةِ فقط، بلْ علمهم أنها كلَّها عبادةٌ.
إرشادات الفئات العمرية 📉
🔻 الطفولةُ المبكرةُ (3 – 6): لا يفهمُ الطفلُ تحتَ سنِ السابعةِ المفاهيمَ المجردةَ (أيِ المفاهيمَ التي لا يمكنهُ تصورُّها وخلقُ صورةٍ عنها في خيالِه)، لذا يُكتفَى في هذا السنِّ أنْ يشاهدَ الطفلُ أسرتَه يؤدونَ بعضَ العباداتِ، وأبرزُها الصلاةُ والوضوءُ.
🔸 الطفولةُ المتوسطةُ (7 – 9): يتعلمُ الطفلُ مفهومَ العبادةِ بشكلِها البسيطِ مع ضربِ أمثلةٍ بسيطةٍ عنْ كلِّ عبادةٍ من العباداتِ التي يشاهدُها في حياتِه، ويلفتُ الوالدانِ انتباهَ الطفلِ لأنواعٍ منَ العباداتِ الشائعةِ في بيئتهِ.
🔺 الطفولةُ المتأخرةُ (10 – 12): يفضلُ أنْ يكوّن الطفلُ مفهوماً واسعاً عنِ العبادةِ في ذهنِه، وأنْ يرشدَ الوالدانِ طفلَهما إلى عباداتٍ قوليةٍ وفعليةٍ وقلبيةٍ لا ينتبهُ لها في العادةِ، ومنْ ثمَّ حثُّه على أدائِها في حياتِه.
مصادر إضافية 📚
🏷 راجعْ كتابَ “ملامحِ السعادةِ في تربيةِ الطفلِ على العبادةِ” (187 صفحة) للدكتورِ: عبدِالمجيدِ البيانوني
🏷 راجعْ فصلَ “مسؤوليةِ التربيةِ الإيمانيةِ” من كتابِ “تربيةِ الأولادِ في الإسلامِ” (ص157) لـ ناصحَ علوانٍ
🏷 راجعْ الفصلَ الرابعَ عشرَ منْ كتابِ “فنِّ تربيةِ الأبناءِ في الإسلامِ” (الجزء الأول) للدكتورِ: محمدَ سعيدٍ مرسي
🏷 كتابُ “زادِ المربي” للشيخِ: محمدَ المنجدِ: منَ الكتبِ الجميلةِ التي تقدمُ إرشاداتٍ تربويةً جميلةً في أمورِ العبادةِ. (قرأناهُ في برنامجِ القراءةِ التربويِّ)
الأهداف السلوكية 🎯
بعدَ هذا الدَّرسِ يتوجَّبُ على طفلكَ أنْ:
▫️ يتعرفَ على العبادةِ بمفهومِها الواسِع (معرفيٌّ)
▫️ يميزَ بينَ العباداتِ القوليةِ والفعليةِ والقلبيةِ (وجدانيٌّ)
▫️ يحفظَ تعريفَ العبادةِ وأن يقدمَ أمثلةً على ذلك (مهاريٌّ)
تربويات إسلامية 🕌
▫️ قالَ تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وهيَ أوضحُ آيةٍ في توضيحِ الهدفِ منْ هذهِ الحياةِ، والعبادةُ هنا باسمِها الجامعِ (كلُّ ما يحبُّه اللهُ ويرضاه) وليستْ فقطِ الشعائرَ الظاهرةَ
▫️ عبادةُ اللهِ هي رسالةُ كلِّ الأنبياءِ إلى أقوامِهم، فنوحٌ عليهِ السلامُ قالَ {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف 59]، وهودٌ عليهِ السلامُ قالَ لقومِه {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف 65]، وصالحٌ عليهِ السلامُ قالَ لقومهِ {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف 73]، وشعيبٌ عليهِ السلامُ قالَ لقومِه {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف 85]
▫️ ليسَ البشرُ وحدَهم يعبدونَ اللهَ، بلْ حتى الحجرُ والشجرُ وسائرُ الكائناتِ تعبدُ اللهَ، قالَ عزوجلَ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [النور 41].
تطبيقات تربوية ♨️
♦️ لا يقتصرُ دورُ الأبوينِ على تعريفِ مفهومِ العبادةِ للطفلِ، بلْ يجبُ أنْ يقرِّبا لهُ هذا المعنى لكي يدركَه بشكلٍ جيدٍ، وهوَ أنْ كلَّ فعلٍ أو قولٍ طيبٍ هوَ عبادةٌ للهِ، بشرطِ أنْ يكونَ الطفلُ قصدَ بهِ وجهَ اللهِ تعالى، وأنَّ العبادةَ ليستْ محصورةً في الشعائرِ المفروضةِ فحسبُ
♦️ اخرجْ معَ طفلكَ وركزْ على مظاهرِ الخيرِ في الناسِ، واشرحْ لطفلكَ بعضَ هذهِ المظاهرِ، وأنَّها عباداتٌ للهِ تعالى، مثلُ: أنْ يقومَ أحدُهم بالانتظارِ بسيارتِه حتى يعبرَ أحدُهم منَ الشارعِ، أو قولُ أحدِنا “شكراً” لمنْ قدمَ لهُ خدمةً
♦️ دعِ الطفلَ يشاهدُكَ وأنتَ تتعاملُ مع الآخرينَ بلطفٍ، وأنتَ تُلقي التحيةَ لهم، وأنتَ تمشي إلى المسجدِ، أخبره أنَّ هذهِ كلَّها عباداتٌ
♦️ في المقابلِ، اشرحْ لطفلكَ عمليًّا من خلالِ بعضِ السلوكياتِ غيرِ المقبولةِ في المنزلِ أنها سلوكياتٌ تخالفُ العبادةَ وقد يأثمُ عليها المسلمُ
التأكيدات الإيجابية 🗣
➕ كلُّ قولٍ يُرضي ربي عبادةٌ
➕ كلُّ فعلٍ حسنٍ هوَ عبادةٌ
➕ أعمالُ القلوبِ عبادةٌ للهِ
➕ الأخلاقُ الحسنةُ عبادةٌ
مشكلات تربوية ✖️
🔸 لا يستطيعُ الطفلُ التمييزَ بينَ العباداتِ الظاهرةِ والعباداتِ الباطنةِ – خاصةً الأطفالُ تحتَ سنِّ العاشرةِ – فهم يفهمون معنى العباداتِ الظاهرةِ لأنهم يرونها، كالصلاةِ والصدقةِ والإحسانِ للناسِ وغيرِها، ولكنهم قد يواجهون صعوبةً في فهمِ بعضِ العباداتِ الباطنةِ كحُسنِ الظنِّ والتوكلِ على اللهِ والخوفِ منْ عقابهِ وغيرِها، فمنَ المهمِّ أنْ تأخذَ وقتاً في تعليمِه التمييزَ بينها.
🔸 لا يستوعبُ الأطفالُ جيداً الفرقَ بينَ العباداتِ القوليةِ والفعليةِ وبينَ العباداتِ القلبيةِ، حيثُ يجدونَ صعوبةً في فهمِ العباداتَ القلبيةِ لأنها مفاهيمُ مجردةٌ لا يمكنُهم تصورُها، وفيما يلي أمثلةٌ لذلك:
➕ أمثلةٌ على عباداتٍ قوليةٍ:
▫️ إلقاءُ التحيةِ، الكلمةُ الطيبةُ، شكرُ الآخرينَ
▫️ قراءةُ القرآنِ الكريمِ، ذكرُ اللهِ تعالى، الدعاءُ
➕ أمثلةٌ على عباداتٍ فعليةٍ:
▫️ أداءُ الصلواتِ، رفعُ الأذانِ، القيامُ بالوضوءِ
▫️ إتيانُ الزكاةِ، تقديمُ الصدقةِ، مساعدةُ الناسِ
➕ أمثلةٌ على عباداتٍ قلبيةٍ:
▫️الخوفُ منَ اللهِ، والتوكلُ عليهِ، وحسنُ الظنِّ به
▫️ الحبُ في اللهِ، تركُ الحسدِ والبغضُ والكرهُ
دور المعلم 👨🏻🏫
🕯 اشرحْ لطلابِك مفهومَ العبادةِ بشكلِها الواسعِ، وأنَّ العبادةَ ليستْ فقطِ الشعائرَ الظاهرةَ التي نشاهدُها، بلْ هيَ كلُّ ما يحبُّه اللهُ منْ قولٍ أو فعلٍ.
🕯 اكتبْ تعريفَ العبادةٍ كاملاً، وقمْ بشرحهِ لهم، كلَّ جزءٍ منه على حدةٍ بالشكلِ التالي:
▫️ العبادةُ هيَ اسمٌ جامعٌ
▫️ لكلِّ ما يحبُّه الله ويرضاه
▫️ منَ الأقوالِ والأفعالِ
▫️ الظاهرةِ والباطنةِ
🕯 اشرحْ لطلابِك الفرقَ بينَ العباداتِ الظاهرةِ والباطنةِ، وبينَ العباداتِ القوليةِ والفعليةِ، واستعنْ بالأمثلةِ الموضحةِ في جزءِ المشكلاتِ التربويةِ.
🕯بعدَ انتهائِك منَ الشرحِ، اطلبْ من طلابِك أنْ يذكروا أمثلةً مختلفةً للعبادةِ، واكتبْها كلَّها على السبورةِ أو في أوراقَ ملونةٍ، ثمَّ ناقشْها معهم.
مهمة الطفل 🗓
📌 اطلبْ منْ طفلِك شفويًْا أنْ يشرحَ لك – بطريقتِه الخاصةِ وبشكلٍ بسيطٍ – مفهومَ العبادةِ، معَ ذكرِ أمثلةٍ على العباداتِ التي يشاهدُها في بيئتِه.
📌 اطرحْ على طفلِك أمثلةً لعباداتٍ قوليةٍ وفعليةٍ وقلبيةٍ – أو مختلطةٍ – واطلبْ منهُ تحديدَ نوعِ كل عبادةٍ منها، وضحْ له الإجاباتِ الصحيحةَ بعدَ ذلك.
📌 اطلبْ منَ الطفلِ أنْ يكتبَ بعضَ المشاهداتِ أو السلوكياتِ التي يمكنُ أن نعتبرها أشكالاً للمعصيةِ، مثلاً: الكلمةُ الطيبةُ عبادةٌ، السبُّ والشتمُ معصيةٌ، مساعدةُ الآخرينَ عبادةٌ، إيذاءُ الناسِ معصيةٌ، …الخ
📌 شاركنا ما قامَ به طفلُك منْ خلالِ تصويرِه أو تسجيلِ صوتِه أو كتابتِه على ورقةٍ، معَ ذكرِ اسمِ طفلِك وعمرِه وبلدِه لتحفيزِ الأطفالِ الآخرينَ على التعلمِ.