تعليمُ الطفلِ فضلَ حفظِ القرآنِ وتلاوتِه

فكرة ومفهوم 💬

القرآنُ الكريمُ كلامُ اللهِ تعالى الذي أنزلَه على نبينا محمدٍ صلى اللهُ عليه وآلِه وصحبِه وسلمَ، والقارئُ للقرآنِ الكريمِ يجزيه اللهُ بكلِّ حرفٍ يقرؤه حسنةً، والحسنةُ بعشرةِ أمثالِها، وحافظُ القرآنِ يُتوِّجُ والديه تاجَ الوقارِ يومَ القيامةِ، وأهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصتُه من دونِ الناسِ.

إضاءات تربوية 💡

▪️ إنَّ من أهمِّ الاستراتيجياتِ لتُزرعَ في نفسِ طفلِك عشقَ القرآنِ منذُ أعوامِه الأولى المبكرةِ أنْ تهتمَ أنت أولاً بالقرآنِ الكريمِ.

▪️ علِّمْ طفلكَ القرآنَ الكريمَ، وكلامُ اللهِ تعالى سيرشدهُ الطريقَ إلى اللهِ تعالى، بشرطِ أن يتعلّم كلامَ ربِّه ويفهَمهُ ويُطبِّقَهُ فيْ حياتِه.

▪️ حالُنا معَ القرآنِ يكمنُ في خمسةِ أمورٍ: قراءتِه وتلاوتِه، حفظِ آياتِه، تعلمِ تفسيرِه، تدبرِ معانيه، العملِ به وتطبيقِه في حياتِنا.

▪️ كنْ واثقًا أنَّ القرآنَ نورٌ ينيرُ قلوبَ أبنائٌك، ويفتحُ أعينَهم على ما ينفعُهم، ويعدِّهم لمواجهةِ هذا العالمِ والحياةِ والمستقبلِ.

▪️ قالَ الحافظُ السيوطيُّ: تعليمُ الصبيانِ القرآنَ أصلٌ من أصولِ الإسلامِ؛ فينشَؤون على الفطرةِ، وتسبقُ إلى قلوبِهم أنوارُ الحكمةِ قبلَ تمكنِ الأهواءِ منها.

▪️قالَ ابنُ خلدونٍ: تعليمُ الأطفالِ القرآنَ شعارٌ من شعائرِ الدينِ، أخذَ به أهلُ الملةِ، ودرجُوا عليه في جميعِ أمصارِهم، لما يسبقُ إلى القلوبِ من رسوخِ الإيمانِ، وعقائدِه بسببِ آياتِ القرآنِ.

▪️ منِ انطلقَ في تربيتِهِ لأبنائِهِ منْ منطلقاتِ القرآنِ الكريمِ فقدْ وضَعَ الأساسَ الجوهريَ لصلاحِ ولدهِ، وإذا ارتبطَ بحفظِ كتابِ اللهِ زاد هذا الأساسُ قوة.

▪️ وصايا القرآنِ الكريمِ كثيرةٌ فيْ أبوابِ العقائدِ والأخلاقِ والمعاملاتِ وغيرِها، وهيَ زادُ للمربيْ لتكونَ منطلقاً لتربيةِ أبنائِهِ وتربيتِهمْ عليه.

أدوار تربوية 👤

🔘 تحدثْ مع طفلِك عنْ فضلِ قراءةِ القرآنِ الكريمِ وحفظِه، واستعنْ بالأحاديثِ النبويةِ الموضَّحةِ في هذا الدرسِ، وشجعه على حفظِها.

🔘 لا تدعْ أحداً يسبقُك إلى تعليمِ سورةِ الفاتحةٍ لطفلِك، لأنه سيقرأُ بها طوالَ حياتِه، وسيكونُ لك أجر تلاوته حتى الممات.

🔘 قمْ بضمِّ طفلِك لحلقاتِ تحفيظِ القرآنِ الكريمِ، وشجّعه على الإنجازِ والتقدمِ فيها بكلِّ الوسائلِ، فالالتحاقُ بالتحفيظِ أفضلُ دافعٍ.

🔘 تحدثْ مع طفلِك عن أهميةِ وفضلِ قراءةِ القرآنِ الكريمِ وحفظِه، وعبرْ له عن بعضِ المنجزاتِ التي يمكنُ أن يحققَّها في دنياه وآخرتِه.

🔘 حببْ إلى طفلِك القرآنَ الكريمَ من خلالِ حكايةِ قصصِ القرآنِ نفسِها، فالقرآنُ يتضمنُ قصصَ الأنبياءِ والصالحينَ والأممِ السابقةِ.

🔘 اصنعْ خطةً لطفلِك لكي يحفظَ القرآنَ الكريمَ، واجعلها متقاربةً مع مستواه في الحفظِ، ولا تثقلْ عليه حتى لا يملَّ القرآنَ ثم يتركُ حفظَه وتلاوتَه.

🔘 احرصْ على أن يحفظَ ابنُك أو ابنُتك القرآنَ الكريمَ في وقتٍ مبكرٍ، فالحفظُ المبكرُ أدعى للثباتِ في القلبِ والعقلِ، وأيسرُ للمراجعةِ عند الكبرِ.

🔘 اربطْ محفوظَ الطفلِ منَ القرآنِ بالفهمِ والتعلمِ والتفسيرِ، واحتفظْ بنسخةٍ منَ التفسيرِ بينَ يديك وعلمْ طفلَك كلَّ ما يحفظُه، فذلك أدعى لتثبيتِه.

افعل ولا تفعل ☑️

✅ احكِ لطفلِك حكاياتِ الصحابةِ والسلفِ الصالحِ وأبنائِهم وكيف كانَ تعاملُهم معَ القرآنِ، وحرصُهم على تلاوتِه وحفظِه وتعلمِه.

❎ لا ترغمْ طفلَك على حفظِ القرآنِ الكريمِ، لأن كلَّ مرغمٍ بعملِ شيءٍ لنْ يحبَّه، بل اسعى أنْ تخلقَ في قلبِه الدافعَ لحفظِه وتلاوتِه.

✅ حببْ حفظَ القرآنِ لطفلِك من خلالِ حكايتِك للأحاديثِ النبويةِ التي تعبرُ عنِ الأجرِ العظيمِ الذي يتلقاه حافظُ القرآنِ الكريمِ.

❎ لا تقللْ منْ قدراتِ طفلِك في الحفظِ حتى وإن كانتْ قدراتُه في ذلك ضعيفةً، ولا تجعلِ التبكيتَ وسيلتَك لتحفيزِه، فهذا محفزٌّ سلبيٌّ.

الأهداف السلوكية 🎯

بعدَ هذا الدَّرسِ يتوجَّبُ على طفلكَ أنْ:

▫️يتعرفَ على فضلِ حفظِ القرآنِ الكريمِ (معرفيٌّ)
▫️ يرغبَ في حفظِ قصارِ السورِ على الأقلِّ (وجدانيٌّ)
▫️ يحفظُ قصارَ السورِ على الأقلِّ (مهاريٌّ)

مصادر إضافية 📚

🏷 راجعْ سلسلة (أطفالُنا والقرآن) للشيخ: شريف طه
🏷 كتاب (كيف نحبب القرآن إلى أبنائنا) للدكتور: سعد رياض
🏷 كتاب (قصص القرآن للأطفال) للشيخ: محمود المصري
🏷 ملخص كتاب (طفلك والقرآن الكريم)

ملحق المنشور 🔗

نقدم جميع دروس نماء بأشكال مختلفة، يمكنك أن تجد الموضوع على شكل صور يمكنك نشرها على الحالة أو مجموعات الواتس أو الفيس، الدرس كاملاً في ملف pdf، وعلى رابط استعراض فوري وعلى موقعنا الإلكتروني، تجدها في الروابط التالي:

نبذة موجزة 🔻

🚦 جزاءُ من حفَّظَ ابنَه القرآنَ: عن بريدةَ الأسلميَّ رضيَ اللهُ عنه عنِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ أنه قالَ – عن صاحبِ القرآنِ – : (وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا).

🚦 حفاظُ القرآنِ منَ المهاجرينَ: الأربعةُ الخلفاءُ وطلحةُ وسعدٌ وابنُ مسعودٍ وحذيفةُ وسالمُ مولى أبي حذيفةَ وأبو هريرةَ وابنُ عمرَ وابنُ عباسٍ وعمرُو بنُ العاصِ وابنُه عبدُ اللهِ ومعاويةُ وابنُ الزبيرِ وعبدُ اللهِ بنُ السائبَ وعائشةُ وحفصةُ وأمُّ سلمةَ.

🚦 حفاظُ القرآنِ منَ الأنصارِ: أبيُّ بنُ كعبٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ وزيدُ بنُ ثابتٍ وأبو الدرداءِ ومجمعُ بنُ حارثةَ وأنسُ بنُ مالكٍ وأبو زيدٍ وغيرُهم.

🚦 الواجبُ من حفظِ القرآنِ هو حفظُ سورةِ الفاتحةِ وسورةٌ أخرى إلى جوارِها – على الأقلِ – بذلك يكونُ لدى الطفلِ الحدُّ الأدنى منَ القرآنِ الكريمِ الذي يُقِيمُ به صلاتَه، وهذا القليلُ هو الذي يرفعُ الإثمَ عنَ الفردِ، وإلا فالمفترضُ حفظُ أكثرَ من ذلك.

تربويات إسلامية 🕌

🟩 فضلُ قراءةِ القرآنِ: يقولُ النبيُّ صلى اللهُ عليه وآلِه وصحبِه وسلمَ: (اقرءُوا هذا القرآنَ فإنه يأتي شفيعًا لأصحابِه يومَ القيامةِ) ويقولُ: (من قرأَ حرفًا منَ القرآنِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها)

🟩 فضلُ حفظِ القرآنِ: قالَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وآلِه وصحبِه وسلمَ: «يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقَ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرَؤُها».

تطبيقات تربوية ♨️

♦️ افتحْ في منزِلك تلاواتِ المصحفِ المرتلِ للشيخِ المنشاويِّ رحمه اللهُ، حيثُ يساعدُ المصحفُ المعلمَ لتقريبِ حفظِ القرآنِ الكريمِ للطفلِ، ويساعدُه بشكلٍ تلقائيٍّ لحفظِ صغارِ السورِ.

♦️ خصصْ وقتاً – يومياً أو أسبوعياً – لتحفيظِ طفلِك قصارَ السورِ ابتداءً، وليكنْ بالطريقةِ التاليةِ: يستمعُ الطفلُ للسورةِ لقارئٍ يحبُّ صوتَه، ثمَّ يقومُ بحفظِ السورةِ (إما بتلقينِك إذا كانَ صغيراً أو بحفظِها بنفسِه)، ثمَّ بعدَ ذلك يسمعُ عندَك ما حفظَه، وتقومُ بتصحيحِ التلاوةِ له إن كانت هناك أية أخطاءٍ.

التأكيدات الإيجابية 🗣

➕ أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصتُه
➕ من قرأَ القرآنَ كانَ له بكلٍّ حرفٍ حسنةٌ
➕ منْ يحفظُ القرآنَ يُلبِسُ أبويه تاجَ الوقارِ
➕ حافظُ القرآنِ يرتقي في الجنةِ مع كلِّ آيةٍ يحفظُها

مشكلات تربوية ✖️

🔍 أبرزُ مشكلاتِ الطفلِ في تعلمِ القرآنِ الكريمِ هي الدافعُ، حيثُ يغلبُ على أكثرِ الأطفالِ عدمُ وجودِ الدافعِ لحفظِ كلامِ اللهِ تعالى، والسببُ أنَّ البيئةَ لا تحفزُ على ذلك، وأغلبُ ما يدورُ في بيئةٍ الطفلِ لا يشجعُه على حفظِ القرآنِ، ولا يجعلُه يؤمنُ أنَّ هناك فائدةٌ كبيرةٌ من حفظِه.

🔍 لا يرتبطُ حفظُ القرآنِ الكريمِ في أذهانِ الأطفالِ بأيةِ مكاسبَ دنيويةٍ، ولا يوجدُ فيما يشاهدُه الأطفالُ ويعايشونَه ما يجعلُ القرآنَ الكريمَ شيئاً مهماً، فالطموحاتُ تتمحورُ حولَ أنْ يصبحَ طبيباً أو مهندساً، أو أنْ يصبحَ مغنياً أو رساماً وما شابهَ ذلك.

👈🏼 الحــلُّ: إطلاعُ الطفلِ على نماذجَ منَ الأطفالِ الذي يقرأونَ القرآنَ ويحفظونه (تجدُها كثيرةً على يوتيوب)، إسماعُ الطفلِ الآياتِ والأحاديثَ التي تبرزُ أجرَ قراءةِ القرآنِ وحفظِه، ربطُ الطفلِ في وقتٍ مبكرٍ بالقرآنِ الكريمِ تلاوةً وحفظاً وتعلماً، تحفيزُ الطفلِ على الاهتمامِ بمادةِ القرآنِ الكريمِ في المدرسةِ وعدمِ التقليلِ منها.

دور المعلم 👨🏻‍🏫

📍 لا يختلفُ دورُ المعلمِ في هذا الدرسِ عن دورِ الوالدينِ من حيثُ قدرتِه على تحفيزِ الطلابِ من خلالِ عرضِ فضائلِ قراءةِ القرآنِ الكريمِ وحفظِ آياتِه، ويتأتى على معلمِ القرآنِ الكريمِ أنْ يقومَ بذلك أكثرَ منْ غيرِه.

📍 يستطيعُ معلمُ القرآنِ الكريمِ أنْ يضعَ خطةً للطلابِ الراغبينَ بحفظِ كتابِ اللهِ تعالى، أو حفظِ أجزاءٍ منه، وذلك برغبةٍ تامةٍ منهم، ويقومُ المعلمُ بمتابعةِ خطةِ الحفظِ بالتنسيقِ معَ الوالدينِ.

📍 تكوينُ الجماعةِ الإسلاميةِ أو جماعةُ القرآنِ الكريمِ في المدرسةِ، ويكونُ جزءٌ من مهامِها تحضيرَ مسابقاتِ القرآنِ الكريمِ والتنافسَ الشريفَ لحفظِ كتابِ اللهِ تعالى أو المقرراتِ المدرسيةِ القرآنيةِ.

إرشادات الفئات العمرية 📉

🔻 الطفولةُ المبكرةُ (3 – 6): يفضلُ في مرحلةِ الطفولةِ المبكرةِ أنْ تكونَ بيئةُ الطفلِ محاطةً بالقرآنِ الكريمِ، سواءً مشاهدةُ الطفلِ لأبويه وهم يقرأونَ القرآنَ، أو فتحُ قنواتِ القرآنِ الكريمِ على شاشةِ المنزلِ، أو فتحُ القرآنِ الكريمِ يُتلى آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ، مع أهميةِ تحفيظِ الطفلِ في هذه المرحلةِ صغارَ السورِ.

🔸 الطفولةُ المتوسطةُ (7 – 9): لا ينبغي أنْ يجتازَ الطفلُ مرحلةَ الطفولةِ المتوسطةِ وهو لم ينتهي من حفظِ جزءِ عمَّ بإتقانٍ على الأقلِّ، والأفضلُ أنْ يزيدَ عليها جزئي تبارك والمجادلة، مع تعلمِ تفسيرِ قصارِ السورِ ومعاني الكلماتِ.

🔺 الطفولةُ المتأخرةُ (10 – 12): تعتبرُ نهايةُ مرحلةِ الطفولةِ المتأخرةِ من أفضلِ الأوقاتِ لأنْ يُتمَّ الطفلُ حفظَ القرآنِ الكريمِ، وقد لا يتأتى للجميعِ إتمامُه في هذهِ المرحلةِ، إلا أنه يمكنُ إتمامُ أغلبِه ومن ثمَّ الإتمامُ قبلَ سنِّ البلوغِ (الخامسة عشرة)

حول محمد عمر الزنبعي

مؤسس ينابيع تربوية والمشرف العام

اترك تعليقاً