أول ما يجب على الطفل تعلمه

فكرة ومفهوم 💬

اللهُ ربِّي، والإسلامُ ديني، والقرآنُ كتابي، ومحمدٌ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ نبيي، فأعبدُ ربِّي، وألتزمُ بإسلامي، وأتَّبِعُ كتابَ ربِّي، وأُطيعُ رسولَهُ الكريمَ، هكذا يستقيمُ دينيْ، ويرضى عنِّي ربِّي، ويُدخِلَنِيْ برحمتِهِ الجنَّةَ إنْ شاءَ الله.

إضاءات تربوية 💡

▪️ ترتيبُ الأولوياتِ في تعليمِ الطِّفلِ مسائلَ العقيدةِ مُهِم، فنبدأُ بالأصولِ قبلَ الفروع، وبالكلياتِ قبلَ الُجزئياتِ، وبالأفكار البسيطةِ قبلَ العميقة.

▪️ معرفةُ الطِّفلِ لربِّهِ ودينهِ وقرآنهِ ونبيِّه هو الأساسُ الذي يبني عليهِ دينَهُ، لذا كان من المهمِّ أن يبدأَ تعليمَهُ بها، وتُسمى الأصولُ الأربعة.

▪️ العلمُ هو البوابةُ الأولى للإيمانِ، ولذا كانتْ منزلةُ العلماءِ أعلى مرتبةً في الدِّين {إنَّما يَخْشى اللهَ منْ عبادهِ العلماءُ}، والإيمانُ لا يدخلُ إلا منْ بابِ العلمِ.

▪️ هناك تناغمٌ في معرفةِ الطِّفلِ بهذهِ الأصولِ الأربعةِ، ولو افترضنا أنَّ طفلاً يجهلُ واحدةً منها، سيكونُ في إيمانهِ خللٌ، فكُلُّها أصولٌ يكملُ بعضُها بعضاً.

▪️ لا يوجدُ مسلمٌ – مهما كانتْ طائفتُه – لا يؤمنُ بهذهِ الأصولِ الأربعةِ، وهي من المعلومِ منَ الدِّينِ بالضرورةِ (ما لا يسعُ أيُّ مسلمٍ جهلَهُ).

تربويات إسلامية 🕌

▫️ من القرآنِ الكريمِ: دليلُ معرفةِ اللهِ قولُه تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد 19]، ودليلُ معرفةِ دينِه الإسلامُ: {إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلام} [آل عمران 19]، ودليلُ معرفةِ رسولِه صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبهِ وسلَّم: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب 21]، ودليلُ معرفةِ القرآنِ الكريمِ قولُه تعالى: {‏ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء} [النحل 89]

▫️ من السُنَّةِ النبويَّةِ: في الحديثِ الطويلِ للبراءِ بنِ عازبٍ رضي اللهُ عنهُ عنِ القبرِ ونعيمهِ وعذابهِ (… ويأتيهِ ملكانِ فيُجلسانه فيقولان لهُ: منْ ربُّكَ؟ فيقولُ: ربِّيَ اللهُ، فيقولان لهُ: ما دينُكَ؟ فيقولُ: دينِيَ الإسلامُ، فيقولان لهُ: ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقولُ: هو رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فيقولانِ: ما عملُكَ؟ فيقولُ: قرأتُ كتابَ اللهِ، وآمنتُ بهِ، وصدَّقتُ بهِ، فينادِي منادٍ منَ السَّماء أنْ صدقَ عبدِي، فأَفْرِشُوه منَ الجنَّةِ، وأَلْبِسُوهُ منَ الجنَّةِ، وافتحُوا لهُ باباً إلى الجنَّةِ، فيأتيهِ من طيبِها ورَوْحِها، ويُفْسَحُ لهُ في قبرهِ مَدَّ بصرِه، ويأتيهِ رجلٌ حسنُ الوجهِ، حسنُ الثيابِ، طَيِّبُ الريحِ، فيقولُ: أبشِرْ بالذي يسُركَ، هذا يومُكَ الذي كنتَ تُوعَدُ، فيقولُ: ومن أنتَ؟ فوجهُكَ الوجهُ الذي يجيءُ بالخيرِ، فيقولُ: أنا عملُكَ الصَّالحُ، فيقولُ: ربِّ أقمِ الساعةَ حتَّى أرجعَ إلى أهلي ومالي… الحديث)

أدوار تربوية 👤

🔹 يتوجبُ على المُربِّي أن يُرتِّبَ أولوياتِ المعارفِ التي يتعلمُها الطِّفلُ في دينِه، فمعرفةُ الطفلِ لربِّهِ ودينِه وكتابِه ورسولِه أسسٌ يَبني عليها ما بعدَها، فيجبُ البدءُ بها.

🔹 علِّمْ طفلكَ الأصولَ الأربعةَ من خلالِ جُملٍ بسيطةٍ كقولكَ: اللهُ ربِّي، محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وصحبِه وسلَّم نبيِّي، القرآنُ الكريمُ كتابي، الإسلامُ ديني.

🔹 طريقةٌ أخرى لتعليمِ الطِّفلِ الأصولَ الأربعةَ من خلالِ الأسئلةِ والإجاباتِ: من ربُّكَ؟ ربِّيَ اللهُ، من نبيُّكَ؟ نبيِّي محمدٌ، ما كتابُكَ؟ القرآنُ، ما دينُكَ؟ الإسلامُ.

🔹 علمهُ الأصولَ الأربعةَ بالأدلةِ الشرعيَّةِ من الكتابِ والسُنَّةِ، اتلُ عليهِ الآياتِ، واحكِ لهُ حديثَ البراءِ بنِ عازب رضيَ اللهُ عنهُ كاملاً. (تجدهُ في فقرةِ تربوياتٍ إسلاميةٍ)

تطبيقات تربوية ♨️

♦️ لا يوجدُ تطبيقٌ تربويٌّ مهمٌّ لهذا الدَّرس، وكلُّ ما يتوجبُ عليكَ القيامُ بهِ هو وضعُ الأصولِ الأربعةِ على شكلِ أسئلةٍ، والطِّفلُ يجيبُ عليها.

♦️ قم بسؤالِ الطِّفلِ عنِ الأربعةِ الأسئلةِ ولكن بشكلٍ عشوائيٍّ، لا تقمْ بترتيبِ الأسئلةِ بطريقةِ (من ربُّكَ، ما دينُكَ، من نبيُّكَ، ما كتابُكَ)، حتَّى يحفظَها دونَ ترتيبٍ.

♦️ إنْ كان لديكَ أكثرُ من طفلٍ، فاجعلِ الطِّفلَ الأصغرَ يُشاهدُكَ وأنتَ تُعَلِّمُ أخاهُ الأكبرَ، ثم اطلبْ من طفلكَ الكبيرِ أن يُعَلِّمَ أخاهُ الصَّغيرَ أو يحاولُ على الأقلِ.

♦️ صوِّر أو سجِّل طفلكَ أثناءَ إجابتِه أو ترديدِه لإجاباتِ الأسئلةِ الأربعةِ، وشاركها في المجموعةِ التَّفاعليةِ، ستكونُ حافزاً لغيرِه من الأطفالِ حتَّى يتعلموا.

افعل ولا تفعل ☑️

✅ تحدَّثْ معَ الطِّفلِ بصيغةِ ضميرِه الشخصيِّ (اللهُ ربِّي، الإسلامُ دينِي، القرآنُ كتابِي، ومحمَّد نبيِّي)، فهي أقربُ إلى قلبِه من أيِّ ضميرٍ آخَرَ.

❎ لا تتحدَّثْ مع الطِّفلِ بصيغةِ المُخاطب (اللهُ ربُّكَ، محمدٌ نبيُّكَ، الإسلامُ دينُكَ، القرآنُ كتابُكَ)، لأنَّه يفهمُها على أنَّها أوامرُ وتوجيهاتٌ.

✅ تحدَّثْ مع الطِّفلِ بصيغةِ الجمعِ (اللهُ ربُّنا، محمدٌ نبيُّنا، الإسلامُ دينُنا، القرآنُ كتابُنا)، صيغةُ الجمعِ تُعطي انطباعاً بالوحدةِ الإسلاميَّةِ.

❎ لا تُعَلِّمِ الطِّفلَ هذه المعاني مرةً واحدةً، بل كرِّرها معهُ أكثرَ من مرةٍ حتَّى يحفظَها عن ظهرِ قلبٍ، فهذهِ أسسٌ لا تُلقى على الطِّفْلِ مرةً واحدةً.

إرشادات الفئات العمرية 📉

🔻 الطفولةُ المُبِّكرةُ (3 – 6): يتمُّ تعليمُ الطِّفلِ ربَّهُ ودينَه ونبيَّه وكتابَه منْ خلالِ الحفظِ والتلقينِ فقط، وعلى شكلِ أسئلةٍ: من ربُّكَ؟ ما دينُكَ؟ منْ نبيُّكَ؟ ما كتابُكَ؟ وليسَ بالضُْرورةِ أنْ يفهمَها فيْ هذا العُمرِ.

🔸 الطفولةُ المتوسِّطةُ (7 – 9): يتعَلَّمُ الطِّفلُ فيها بعضَ صفاتِ اللهِ تعالى (العزيزُ، الرحيمُ، الكريمُ، الرَّزاقُ، الحيُّ، القيومُ، ..الخ)، ويتعَلَّمُ فيها اسمَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِه وسلَّم ووظيفتُه (خاتمُ الأنبياءِ، جاءَ ليُبلِّغَ دينَ اللهِ)، ويتعَلَّمُ فيها أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ تعالى، معصومٌ منَ الخطأ والتَّحريفِ، ويتعَلَّمُ فيها أنَّ الإسلامَ هُو الدِّينُ الذي لا يقبلُ اللهُ ديناً سِواه منَ البشريَّة.

🔺 الطفولةُ المتأخِّرةُ (10 – 12): يتعَلَّمُ الأطفالُ في هذهِ المرحلةِ معلوماتٍ أكثرَ، ولا يقتصرُ تعليمُهم على معرفةِ الأصولِ الأربعةِ فقط، وعادةً ما يكونُ لديهِ أسئلةٌ بهذا الخصوصِ فيتوجَّبُ الإجابةُ عنها بشكلٍ بسيطٍ ومُختصرٍ.

الأهداف السلوكية 🎯

بعدَ هذا الدَّرسِ يتوجَّبُ على طفلكَ أنْ:
▫️ يتعرَّفُ على الأصُولِ التي يجبُ تعلُّمها (معرفيٌّ)
▫️ يربطُ بينَ كلِّ أصلٍ منْ أصولِ الإيمانِ (وجدانيٌّ)
▫️ يردِّدُ الأصولَ الأربعةَ دونَ أنْ يُخطِئ في أيٍّ منها (مهاريٌّ)

التأكيدات الإيجابية 🗣

➕ اللهُ ربِّي، يراني ويرزقني ويحميني
➕ الإسلامُ ديني أحيا بهِ وأموتُ عليه
➕ القرآنُ الكريمُ كلامُ ربِّي وربيعُ قلبِي
➕ محمدٌ رسولي أحبُّهُ وأتَّبِعُ هُداه

دور المعلم 👨🏻‍🏫

🕯 مربياتُ الرَّوضةِ والتمهيدي: قومي بتلقينِ الأطفالِ الأصولَ الأربعةَ من خلالِ التَّرديدِ، ثمَّ قدِّميها على شكلِ سُؤالٍ وجوابٍ، أنتِ تسألينَ والأطفالُ يجيبونَ.

🕯 مدرِّسةُ الصُّفوفِ الأوليَّةِ: قومي بإحضارِ ورقٍ مقوَّى، وضعي كلَّ سؤالٍ في ورقةٍ منها، ضعي السؤالَ في وجهٍ والجوابَ في وجهٍ، بحيثُ يقومُ الطلابُ بأداءِ النَّشاطِ بأنفسهِم من خلالِ قيامِ أربعةِ طلابٍ برفعِ الأوراقِ، ويقومُ كلُّ طالبٍ بالتدرجِ في عرضِ السؤالِ للأطفالِ وهُم يجيبونَ، ثمَّ بعدَ ذلك يتمُّ إظهارُ الإجابةِ التي خلفَ الورقةِ.

خصائص النمو 📈

خصائصُ النُّموِ: هي ما يُميِّزُ كلَّ مرحلةٍ من مراحلِ النُّموِ بأنواعٍ معينةٍ من التغيُّراتِ الجسديَّةِ أو النفسيَّةِ أو غيرِها، أمَّا متطلباتُ النُّمو: فهِي الإجراءاتُ التربويَّةُ المطلوبُ اتخاذُها لتلبيةِ تغيراتِ هذا النُّموِ الذي يحدثُ للطِّفلِ في أطوارِ مراحلِ نُموِّه.

فالخصائصُ هِي معرفةُ ما يحدثُ للفردِ منْ تغيُّراتٍ في النُّموِّ، والمتطلباتُ هِي ما يجبُ علينَا اتخاذهُ لمواكبةِ هذهِ التغيُّرات لتنشئةِ الطِّفل أو المُراهقِ تنشئةً إيجابيَّةً ومُتَّزنةً.

مصادر إضافية 📚

🏷 الواجباتُ المتحتِّماتُ المعرفةِ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ لـ الشَّيخِ: محمدِّ بنِ عبدِالوهابِ رحمهُ اللهُ تعالى، ولهُ نظمٌ للشَّيخِ: ابنِ بازٍ رحمهُ اللهُ، وشرحُها للشيخِ: إبراهيمَ الخُريصيِّ. (جميعُ هذه المراجعِ الثلاثةِ تجدُها في المكتبةِ الشَّاملةِ)
رابطُ الكتابِ: https://bit.ly/3fQEN8w

🏷 شرحُ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُنَّةِ لـ اللالكائيِّ – شرحُ الشَّيخِ: حسنٍ أبي الأشبالِ
رابطُ الشَّرحِ: https://bit.ly/3wLEgf7

🏷 أسئلةُ القبرِ الثَّلاثةِ – موقعُ الإسلامِ سؤالٌ وجوابٌ
رابطُ الفتوى: https://bit.ly/3p3rW7m

🏷 كيفَ نغرسُ العقيدةَ الصَّحيحةٌ في أبنائِنا؟ – موقعُ لها أونلاين
رابطُ المقالِ: https://bit.ly/3ibSguJ

حول محمد عمر الزنبعي

مؤسس ينابيع تربوية والمشرف العام

اترك تعليقاً