إن مؤسساتنا التعليمية أصيبت خلال السنوات العشر الماضية بشيء خطير، هو فقد كثير من الطلاب الحماسة للتعلم، وهذا شيء يدعو للأسف، لأن ضعف الرغبة في نقل المعرفة واكتسابها يجعل كل تجهيزاتنا التعليمية غير ذات معنى، وما قيمة مائدة فاخرة في نظر عليل فاقد الشهية.
أخطر شيء يمكن أن نواجهه في التعليم وغيره هو ضياع الرسالة وفقد الغاية الكبرى، وعلى مدار التاريخ كان انهيار الحضارات بسبب ضياع الأهداف الكبرى التي تستحق التضحية، وليس بسبب تراجع الإمكانات أو تسلط الأعداء.
الشرود الذهني حالة يبتلى بها العديد من الشبان والفتيات، خاصة أولائك الذين يستغرقون في أحلام اليقضة كثيراً، ولو تركت هذه الحالة لاستحالت إلى عادة تؤثر بشكل سلبي على التفكير والتركيز، وهما مطلوبان في مراحل التعلم المختلفة، والخروج من هذه الأزمة أمر ممكن إذا راعينا التدريب على التركيز وعلمناه لأبناءنا منذ الصغر في حياتهم اليومية.
أكدت دراسة صادرة عن إحدى خبيرات التعليم أن الدول العربية تقع في مؤخرة قوائم التصنيف العالمي للأداء التعليمي وفق ما أثبتته نتائج الاختبارات القياسية الدولية التي أجريت على الطلبة العرب، وأكدت الدراسة على أن تأهيل المعلمين وتطوير أساليب التدريس يشكلان أساس إيجاد تعليم ناجح وتحسين أداء الطلاب.
حين تصبح مهنة التعليم جذابة، فإننا نستطيع أن نكسب لها خيار الرجال، وهذا ما تفعله الدول التي تتمتع بتعليم ممتاز، فقد أشارت بعض الدراسات المقارنة إلى أنه يتم اختيار المدرسين في كوريا الجنوبية من بين أفضل ٥٪ من الخريجين، وفي فنلندا من بين أفضل ١٠٪، وفي سنغافورة وهونق كونق من بين أفضل ٣٠٪.
من كتاب صفحات من التعليم لـ د. عبدالكريم بكار