من أخطائنا الكارثية في التعليم أننا غرسنا في نفوس طلابنا أن النجاح هو في التعليم، وألغينا كل النجاحات الممكنة خارج دائرة المدرسة رغم أن الكثير من الناجحين اليوم ليسوا خريجي جامعات، وبعضهم لم ينهي دراسته الثانوية، بل وبعضهم لم يتخرج من الإعدادية..
صحيح أن التعليم الأكاديمي يعتبر أبرز مجالات النجاح في الحياة والبوابة الأولى في طريق النجاح، وعليه ينبني أغلب النجاحات التالية، إلا أن حصر النجاح في التعليم الأكاديمي خطأ، ولا ينبغي إحباط الطلاب بذلك، فلو افترضنا أن طالباً لم يتمكن من النجاح الدراسي لظروف قاهرة، واختار الخروج من المدرسة، فإنه ينبغي علينا فتح فرص جديدة له خارج المدرسة، وإقناعه أن النجاح يمكن أن يحقق خارج المدرسة والدراسة النظامية الأكاديمية..
عندما ننظر للطالب الضعيف في الرياضيات واللغة الإنجليزية على أنه فاشل رغم أن لديه مهارة في الرسم أو الإنشاد أو التفكير الابتكاري أو غيرها، فإنه تبعاً يعتبر نفسه فاشلاً لأنه في قناعته يؤمن أنه طالما كان ضعيفاً في المدرسة فإنه بالتالي ضعيف فيما سوى ذلك، وأن كل إنجاز خارج المدرسة ليس نجاحاً ما لم يرتبط بالتعليم النظامي.
حافظ القرآن المتقن له يعتبر ناجحاً حتى وإن لم يكمل دراسته النظامية، المخترع والمكتشف والمبدع في مهنة من المهن هم ناجحون حتى وإن لم يكملوا دراستهم النظامية، الذي سلك طريق التجارة والأعمال الحرة وأبدع فيها، فإنه ناجح حتى ولو لم يتعلم في المدرسة..
ليس المقصود هو التقليل من شأن التعليم النظامي، ولكن من باب ألا نسد أبواب النجاح في وجوه الطلاب الذين اختاروا ترك الدراسة النظامية، وأعتقد أنه يجب أن نتوقف عن حصر النجاح في المدرسة، فهناك مجالات أخرى خارج المدرسة يمكن النجاح فيها، فلا نسد الأبواب على الطلاب.