كان هناك نجار تقدم به العمر وطلب من رئيسه في العمل وصاحب المؤسسة أن يحيله إلى التقاعد ليعيش بقية عمره مع زوجته وأولاده.
رفض صاحب العمل طلب النجار ورغبه بزيادة راتبه إلا أن النجار أصر على طلبه لتقدم عمره.
فقال له صاحب العمل: إن لي عندك رجاءً أخيراً، وهو أن تبني منزلاً أخيراً قبل أن يحال إلى التقاعد، فوافق النجار على مضض.
وبدأ النجار العمل، ولعلمه أن هذا هو البيت الأخير فلم يحسن الصنعة، واستخدم مواد رديئة الصنع وأسرع في الإنجاز دون الجودة المطلوبة حتى ينتهي سريعاً وينتقل للتقاعد.
وعندما انتهى النجار العجوز من البناء، سلم لصاحب العمل مفاتيح المنزل الجديد وطلب منه السماح بالرحيل، إلا أن صاحب العمل استوقفه وقال له:
إن هذا المنزل هو هديتي لك نظير سنوات عملك الطويلة مع المؤسس، فآمل أن تقبله مني !
فصعق النجار من المفاجأة لأنه لو علم أنه يبني منزل العمر لما توانى في الإخلاص في الأداء والإتقان في العمل.
📌 كل معلم في هذه الحياة هو نجار، فإما يحسن تربيته وتعليمه لطلابه وإما يسيئهما، فهو في النهاية بناءه الذي يعرفه الناس به.