لا تيأس من أي طالب

 
قمت ذات يوم بتوزيع أوراق الاختبار لمادة اللغة الإنجليزية، ولم أنتهِ من تسليم الورقة لآخر طالب في الفصل – الذي لم يتجاوز عددهم 25 طلباً – وإذا بأغبى طالب – كما ينظر له الطلاب – يرفع يده قائلاً: انتهيت من حل الاختبار !!
 
فضحكت، وضحك الطلاب، وجئت إليه لأستلم الورقة منه وأثبت له عدد الأخطاء التي ارتكبها، لأنني لم أشرح الأسئلة للطلاب، فضلاً عن أن يكون قادراً على فهمها ومن ثم حلها، وبنظرة خاطفة على الورقة، وإذا به تمكن من حل جميع الأسئلة بشكل صحيح ليحصل على الدرجة الكاملة، فقط منذ أن سلمت له الورقة إلى وقت انتهائي من تسليم الورقة لآخر طالب، والتي لم تتجاوز دقيقتين !!
 
كنت حين أعطي الطلاب الأوراق أقول لهم: لا تبدأوا بالحل حتى أقرأ عليكم الأسئلة وأشرحها حتى لا تخطأوا، وإذا بهذا الطالب – الغبي في نظر الفصل – قد انتهى من حل جميع أسئلة الاختبار، ونافس الأوائل في المدرسة !!
 
تعجبت، وأثنيت عليه بين الطلاب في بقية الفصول، وأخبرت الجميع بذلك، وعلقت اسمه في قائمة الأوائل، لا تسألوني كيف تحسن مستواه بعد ذلك اليوم، وكيف أصبحت دافعيته نحو التعلم !!
 
لا تيأس من طلابك مهما كانت مستوياتهم ضعيفة !! المهم أن تستمر أنت في تقديم الرعاية لهم، وتستمر في تحسين مستوياتهم، فلا تدري أين يكون أثرك، ولن ينساك ذلك الطالب الذي كنت أنت فاعلاً في تغيير حياته وأنت لا تعلم.

حول محمد عمر الزنبعي

مؤسس ينابيع تربوية والمشرف العام

اترك تعليقاً