لديّ ابن عمره 7 سنوات، ومنذ أن كان صغيرًا وأنا ألاحظ عليه الخجل الزائد من انكشاف عورته أمامي، ومنذ أن كان عمره 4 سنوات تقريبًا وهو كلّما أردت تحميمه يبدأ في الصراخ والمقاومة لمنعي من تحميمه، ولم أكن أعرف السبب في البداية، ولكنّي بعدها علمت أنّ هذا بسبب خجله من تعرّيه أمامي.
المشكلة أنّي كنت أستطيع السيطرة عليه، لكن الآن تطور الأمر بعد كبره، فآخر مرة حينما أعلمته أنّه سيستحم بدأ في الصراخ وحاول الفرار هاربًا منّي وهو يعترض، وقمت بتهدئته حتى نسي الأمر، ثم سألته عن السبب، فبدأت عليه علامات الخجل، واحمرّ وجهه، ولم يرد، ثم قال لي: أريد أن أستحم وحدي، وسألته عن السبب؟ قال لي: حتى لا تشاهدي كذا وكذا، وأخبرته أنَّه لا يزال صغيرًا وأنّي أمّه، ولا يجب أن يخجل منّي، لكنّه رفض حتى انتهى الأمر إلى أن ضربته وخلعت ملابسه وأدخلته الحمام، وقمت بتحميمه.
أعرف أن تصرّفي كان خاطئًا لكنّي لا أعرف ماذا أفعل معه؟ وهل الأمر يحتاج لطبيب أم لا؟
الجواب (موقع مستشارك الخاص)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
السائلة الكريمة: أحترم عاطفتك تجاه صغيرك، وأشكر لك استشارتك فيما يستعصي عليك من الأمور التربوية، وهذا يدل على حرصك على تربية ابنك التربية السليمة، فأكثر الله من أمثالك، وأقر عينك بصلاح ابنك.
غاليتي: حياء ابنك من تكشّف عورته لا يستدعي منك القلق أبدًا وخاصةً أنّك لم تشيري إلى عارض آخر يدل على أنّه يعاني من مشكلة الخجل والذي يحتاج فعلاً للعلاج، أمَّا مجرد رغبته في الستر فهذا يستدعي منك تشجيعه على ذلك وعدم زجره وإرغامه على كشف عورته، فقد بلغ سنًا ينبغي فعلاً أن يستر فيه عورته حتى منك أنت أمه، بل هذا يضمن لك أن يكون لدى صغيرك مقاومة ضد أي تحرش قد يتعرض له في هذا الزمن المنفتح والذي أصبح التحرش بالأطفال من سماته، حفظ الله أولادنا من كل سوء.
_ بقي أن أوجهك من باب الاطمئنان لانتهاز الفرصة المناسبة للحوار مع الطفل بأسلوب يتناسب مع سنه عن أسباب رفضه لكشف عورته للتأكد أنَّه لم يتعرّض لأي موقف سابق أثر عليه، فإن تأكدت أنّ الأمر يعود لحيائه فعلاً فشجعيه وأثني عليه أمام أهلك وأمام أهل والده، وقدّمي له هدية بسيطة تطييبًا لخاطره بعد أن قمت بضربه لأجل مبدأ يراه صوابًا، وهو كذلك -حفظه الله-.
_ لا بأس أن تخصصي له لباسًا خاصًا كلباس السباحة يستر عورته ثم تقومي بمساعدته على الاستحمام، وإن كنت أشجعك على أن تبدئي تعليمه الاعتماد على نفسه شيئًا فشيئًا في مسألة الاستحمام.
_ احرصي دائمًا على ربط هذا الحياء الجميل منه بالحياء من الله تعالى ومن معصيته؛ فإنَّ هذا يقوي لديه الرقابة الذاتية والوازع الديني، مما يطمئن قلبك ويبشرك بصلاحه بحول الله.
_ أتمنى أن تشاركي في دورات تربوية لتزداد مهاراتك التربوية وهي كثيرة ومتوفرة على الشبكة العنكبوتية، ومن أجملها دورات الدكتور/ مصطفى أبو السعد -حفظه الله-، فهي رائعة ونافعة.
_ احرصي على صلاح نفسك وعلاقتك بربك ليصلح لك الحال والذرية، وأكثري الدعاء: (ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا).
دعواتي لك بالتوفيق.