المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، ولهذا فإن أحد المفاتيح لفهم شخصية المراهق يتمثل في إدراك الأنشطة والمواقف التي يحاول المراهق من خلالها أن يثبت نفسه ولمن حوله أنه جدير بالاحترام وأنه كامل الأهلية وصاحب رأي ناضج ومعبر عن خبرة وتجربة.
مساعي المراهق للاستقلال كثيراً ما تتجلى في مجادلة والديه وإخوته في أمور تافهة وصغيرة، وهو حين يجادل لا يشك بأن رأيه صواب وأن رأي غير خاطئ مئة في المائة.
الطفل يقول (أنت) والمراهق يقول (أنا) والراشد يقول (نحن)، فمرحلة الطفولة مرحلة اعتماد واتكالية على الكبار، ومرحلة المراهقة مرحلة اعتزاز بالذات وبناء الاستقلالية، ومرحلة الرشد هي مرحلة الوعي الكامل.
في بعض الأحيان يتجلى سعي المراهق إلى الاستقلال في إغلاق باب غرفته عليه دون أي سبب يدعو إلى ذلك، فهو فقط يريد أن يؤكد أن تلك المساحة من البيت له وحده، وأنه لا ينبغي لأي أحد اقتحامها إلا بإذنه، لكن الأهل يستنكرون ذلك أشد الاستنكار، وكثيراً ما يثير في نفوسهم الشك والريبة، ولهذا فإنهم يحذرونه دائماً من إقفال الباب على نفسه، وتجده مصر على القيام بذلك من أجل توكيد الخصوصية والانعتاق من التبعية.
كثرة الخروج من المنزل تعبير آخر عن الاستقلالية، فهو في البيت يدرك أن عليه أن يتلقى الأوامر من الكبار ويرضخ لسلطتهم، بينما هو في الخارج يجد حريته واستقلاليته.
📖 ملخص الفقرة ص٢١ وما بعدها من كتاب: المراهق، كيف نفهمه وكيف ونوجهه للدكتور: عبدالكريم بكار