في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل، عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة، إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا، وتملك القناعة التي هي كنزٌ لا يفنى، لكن أكثر ماكان يزعج الأمّ هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران، وبها باب خشبي غير أنها لا سقف لها! وكان قد مر على الطفل أربع سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخّات ٍقليلة وضعيفة.
وذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة، ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة بأكملها، فاحتمى الجميع في منازلهم إلا الأرملة وطفلها فكان الموقف الذي يواجهانه موقفاً عصيباً.
نظر الطفل إلى أمه نظرةً حائرة واندسّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقاً في ماء المطر. أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران، وخبأت طفلها خلف الباب لتحميه من سيل المطر المنهمر، فنظر الطفل في أمه في براءة وقد علت وجهه ابتسامة الرضا، وقال: “ماذا ياتُرى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!
لقد أحسّ الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء، ففي بيتهم باب!
📌 المغزى من القصة: من أسرار السعادة التي يعلمها كثيرون ولكن لا يدركها ولا يطبقها إلا القليلون هو: أن تنظر وتعدد ما تملكه من نعمٍ أنعم الله بها عليك، وأن تخبر أبناءك بها مهما كانت صغيرة وتربيتهم على أنها مهما بدا لهم أنهم فقراء أو محتاجين إلا أن هناك من هو أكثر فقرأ وحاجة منهم.