في آخر دورة تربية حضرتها كان يحضرها ثلاثيم مشاركاً أو أكثر، سألت المحاضِرة: ما هو أفضل شيء تستطيع الأم أن تقدمه لأولادها؟ فترددت الإجابات بين “الحب، الدين، الاخلاص، التقوى، الصداقة، الانفتاح، الهدوء، الإحسان، القدوة” ومرادفاتها، وعندما انتهى الجميع من لعبة التحزير سكتت المحاضِرة وقالت: جميع إجاباتكم هي بالفعل أمور جدًا مهمة في التربية، لكن حسب دراساتي يُوجد ما هو أهم من جميع ما ذكرتم، فـ ” أفضل شيء تقدّمه الأم لأولادها هو أن تُحب أباهم”.
الصراع الزوجي قادر على إيذاء عملية تطور عقل الطفل، حيث تبدأ الآثار السلبية من الشهور الأولى، ويستمر صداها لعمرٍ طويلٍ، حسب الدراسات فإنه يمكن معرفة نسبة الخلافات بين الزوجين عن طريق فحص عينة بول طفلهم خلال ٢٤ ساعة !! وقد جاء أحدهم ليسألني عن طريقة لتربية ابنه بحيث يستطيع أن يسجل في جامعة هارفارد، عندما يكبر.. فأجبته: إذا أردت أن تزيد نسبة ال IQ عند ابنك، اذهب إلى البيت وحب زوجتك”.
صحيح أن أقل ما يمكن للأهل فعله هو أن لا تحدث المشاكل الزوجية أمام الأطفال، ولكن هذا لا يهم، فالمحاضر لم يكن يتحدث عن رؤية الأطفال للمشاكل، بل عن أثر التعاسة والمشاكل في المنزل، الأم السعيدة، الزوجان الرومنسيان والبيت الخالي من المشاحنات بينهم هو المكان المثالي للأطفال.
الخلاصة: الأسرة المتماسكة المتعاطفة المتحابة تصنع الأعاجيب في الصحة الجسدية والعقلية للأطفال عن طريق إسعاد كلٌّ من الزوجين شريك حياته، فالأطفال المحاطون بالحنان والعطف الأبوي قليلي الأمراض والعناد والعنف والانحراف والأمراض النفسية، فضلًا عن التأخُّر في التحصيل الأكاديمي، فإذا لم تكن على قدر من الوعي والمسؤولية، لِمَ أنجبت أرواحًا تتعذّب من قساوتك.