قبيلة الأشانتي في غينيا يسمون أبناءهم على حسب اليوم الذي يولدون فيه، فمثلاَ: من يولد يوم الأحد يسمى (عطوف) ومن يولد يوم الأربعاء يسمى (عدواني) ولكل يوم من أيام الأسبوع عندهم صفة من ولد في يومها يسمى بها وتكون هذه الصفة دائمة ثابتة فيه.
💬 يقول كاتب القصة: كان لي صاحب اسمه (أكواسي) من غينيا وأكواسي هي صفة يوم الأحد وتعني عندهم (اللطيف والحنون والعطوف) وكان يظهر عليه ذلك فعلاً أنه عطوف وحنون، فسألته عن التسميات في قبيلتهم، فقال لي: إن ذلك صحيح، وقال لي أن من ضمن التسميات عندهم (كواكو) وهذا الذي يولد في يوم الأربعاء وتعني (العدواني والشرير)، وفعلاً في غينيا 60 % من الذين يقومون بالجرائم أسماؤهم (كواكو).
ودعونا نتصور أماً حامل وتدعو الله ألا يولد ابنها يوم الأربعاء، أو دعونا نتصور ابناً ولد يوم الأربعاء وأخطأ خطأً ما فقال له أهله: لا غرابة، فأنت ولدت أصلاً يوم الأربعاء، فأنت شرير وعدواني.
👥 يقول علماء علم الاجتماع أن تفسير هذه الحالة ليس أن الأيان لها تأثير على تصرفات الآخرين وإنما هو التفكير السلبي الذي ينشأ في أذهان الأهل، وأنهم يرسخون هذا التفكير في عقول أبناءهم من خلال تكريس صفة اليوم الذي ولد فيه الابن أو البنت حتى تكون عادة دائمة لديه أو لديهت، أي العطوف يكون عطوفاً والشرير يكون شريراً بسبب تكريس تلك الصفات في أذهان الأبناء.
👈 ما يستفاد من القصة هو أن الأبوين هم أساس زرع السلوك السلبي لدى الابن أو البنت، فتكرار قولك (يا غبي) يكرس فكرة الغباء في ذهن الابن مع الوقت، أو قولك (أنت مشاغب) يجعل من المشاغبة فكرة متجذرة في عقل الطفل الباطن حتى تصبح سلوكاً دائماً لديه.