مهمات في التربية الإسلامية

يمكننا إدارك مفهوم التربية الإسلامية من اسمها، فهي إسلامية، إذاً هي تنطلق من الإسلام، وتهدف لتمثيله في الفرد بشكل شمولي

تبدأ التربية الإسلامية من تصحيح التصورات وغرس التوحيد الخالص ومحبة الله ورسوله والولاء والحب للمسلمين، وبغض عكس ذلك كله.

لا تربية إسلامية بلا عقيدة، أول ما يغرس في الطفل هو الإيمان بالله تعالى، ترغيباً وترهيباً، حب الله وعبادته والاعتماد عليه كلياً.

من لوازم الإيمان وتصحيح التصور لدى الطفل أنه لا وجود للخرافة بكل أشكالها في ذهن الطفل وإيمانه، إيمان مستمد من الوحي فقط.

يلزم من التربية الإسلامية حب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأصحاب نبيه والصالحين من آل بيته دون غلو في حبهم أو تقصير.

من لوازم التربية الإسلامية غرس القناعات الصحيحة في مختلف مجالات الحياة والآخرة بما لا يتناقض مع الإيمان الصحيح.

الإسلام لديه منظومة قيم لا مثيل لها، ومن لوازم التربية أن يتربى الطفل على هذه القيم النبيلة، وتدين بلا قيم ليس تديناً على الإطلاق.

التربية الإسلامية تكيف الفرد مع الحياة والناس بشكل متزن، فلا نظرة استعلاء على المجتمع ولا دونية، ولا رهبنة ولا انغماس في الحياة.

الإسلام وضح التعامل مع الآخرين بكافة أشكالهم، مع المسلم الصالح والمسلم العاصي والكافر المحارب والمسالم ومنتحلي مناهج الانحراف.

يقوم مبدأ التعامل مع الآخرين في الإسلام على العدل والإنصاف، سواءً كان الآخر محارباً أو مسالماً، مسلماً أو كافراً، قريباً أو بعيداً

التربية الإسلامية تكمن في:
الوعي والإدراك (إيمان وعقيدة)
السلوك والممارسات (قيم وأخلاق)
العبادات والطاعات (اتباع بلا ابتداع)

الإسلام عبادات ومعاملات، وهذان القسمان لهما ارتباط بالإيمان والقناعات، فصحة العقيدة والقناعات مرتبطة بسلامة العبادات والمعاملات.

مثلاً: من يرى أنه يسعه الاستعانة بغير الله، فإيمانه بالله غير صحيح، ومن يرى أنه يمكنه أذية الآخرين فنظرته للمجتمع متطرفة !!

في المظهر، الإسلام يحرم التشبه بالكافرين، بما يميزهم عن المسلمين، وليس في كل ما يقولونه أو يفعلونه أو يلبسونه، التوسط مطلوب.

التزام المظهر الإسلامي جزء من الدين لكن التشدد به لن يغير كثيراً، ترك الإسفاف والتميع في المظهر واللباس كافِ لتربية ولد صالح.

الحجاب والعفاف والستر والحياء أبرز معاني المظهر الإسلامي لتربية بنت صالحة وقورة والإسراع في تغطية الصغيرة ليس من التربية الإسلامية

إطالة اللحية والالتزام بالثوب أمران طيبان حث الدين عليهما، لكن لا ينبغي حصر التربية الإسلامية فيهما، فنحصر الدين ونشدد على الأبناء

التوازن والتوسط هو ما يجعل التربية الإسلامية تتمثل في وعي المتربي وسلوكه، وبغير توازن وتوسط فلن تعدو أن تكون تربية دينية منفصلة.

التربية الإسلامية
بلا إيمان صحيح= انحراف
بلا سلوك حسن= سوء خلق
بلا عبادة سليمة= عصيان

فصل الأخلاق عن الدين غير صحيح، والتدين المغشوش الذي يتسم صاحبه بسوء الخلق ليس تديناً وإنما تمظهر بالدين لا أكثر.

النظرة الدونية للمجتمع، اعتقاد الأفضلية عن الآخرين، إطلاق أحكام التبديع والتفسيق والتقليل على الناس، ليست من التربية الإسلامية.

الخرافة لا تعني التدين، كل فكرة خرافية هي انحراف في التصور، التشاؤم والطيرة والتكهن ليست من الإيمان الصحيح

الإسلام وسط ثم وسط ثم وسط في كل شيء، كلما ابتعدت من الوسط ابتعدت من كينونة الإسلام وأصالته، التوازن والتوسط مبدأ التربية الإسلامية

التدين المصاحب للقسوة أو الالتزام بغير اقتناع، الزمن والحياة كفيلان بمحوه، التدين الصحيح مبني على التربية بالاقتناع والترغيب

من أهم أسس التربية الإسلامية السوية تربية الصغير على أساس الحب: حب الله، حب رسوله، حب أصحاب نبيه، حب الصالحين من المؤمنين.

من أهم أسس التربية الإسلامية ربط الطفل بالله عزوجل بالترغيب والترهيب، وعدم الاقتصار على أحدهما لأنه يؤدي إلى خلل في الاعتقاد

حول محمد عمر الزنبعي

مؤسس ينابيع تربوية والمشرف العام

اترك تعليقاً